حديث الثلاثة من بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى قصة ابتلاء النعمة

هذا الحديث الشريف، يروي قصة ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى، اختبرهم الله بالنعم بعد أن شفوا من أمراضهم. القصة تسلط الضوء على مفهوم الشكر لله على النعم، وكيف أن الامتحان بالسراء قد يكون أصعب من الامتحان بالضراء.

ابتلاء الأبرص والأقرع والأعمى: دروس في الشكر والاعتراف بنعم الله

الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكًا، فأتى الأبرص، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس. قال: فمسحه فذهب عنه قذره، وأعطي لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل. قال: فأعطي ناقة عشراء، فقال: بارك الله لك فيها.

قال: فأتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس. قال: فمسحه فذهب عنه، وأعطي شعرًا حسنًا. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر. فأعطي بقرة حاملًا، فقال: بارك الله لك فيها.

قال: فأتى الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس. قال: فمسحه فرد الله إليه بصره. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم. فأعطي شاة والدًا. فأنتج هذان وولد هذا. قال: فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم.

قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك. أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال، بعيرًا أتبلغ عليه في سفري. فقال: الحقوق كثيرة. فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس؟ فقيرًا فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابرًا عن كابر. فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت.

قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد على هذا، فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت.

قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك. أسألك بالذي رد عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم شيئًا أخذته لله. فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك."(رواه البخاري ومسلم).

 إنها قصة ثلاثة من بني إسرائيل أصيب كل واحد منهم ببلاء في جسده، فأراد الله عز وجل أن يختبرهم ليظهر الشاكر من الكافر. أرسل الله لهم ملكًا فجاء إلى الأبرص فسأله عن أمنيته، فتمنى أن يزول عنه البرص ويُمنح لونًا وجلدا حسنًا، فشفاه الله وأعطاه ناقة حاملاً. ثم ذهب إلى الأقرع، فتمنى أن يُعطى شعرًا حسنًا، فمسحه الملك وأعطاه بقرة حاملاً. وأخيرًا، جاء الأعمى فتمنى أن يعود له بصره، فمسحه الملك وأعطاه شاة حاملاً.

بارك الله في أموالهم، فامتلك الأول واديًا من الإبل، والثاني واديًا من البقر، والثالث واديًا من الغنم. جاء الملك إليهم مرة أخرى ليختبرهم في صورهم القديمة. الأبرص والأقرع أنكرا النعمة ورفضا مساعدة الفقير، بينما اعترف الأعمى بنعمة الله وساعد الفقير بسخاء. فغضب الله على الأبرص والأقرع، ورضي عن الأعمى لشكره واعترافه بالنعمة.

تعليقات