فماهي قصة بقرة بني إسرائيل؟

   اعتنى الاسلام بذكر مجموعة من القصص القرآنية، لأن كثير من البشر تقتنع سريعا من سماع القصة أو حكاية أو من خلال الحدث القصصي بما فيه من تشخيص، وأحداث تتعلق بالزمان والمكان .

  ومن خلال موقعنا سأروي لكم القصة 9essa من القصص القرآنية  للأطفال وهي قصة  بقرة بني إسرائيل، وتقع عذه القصة القرانية في سورة البقرة من الاية 67 إلى الاية 74، فيجب على الوالدين أو المربي التعرف عليها وسردها لأبنائهم لما فيها من الدروس للأبناء.

قصة  بقرة بني إسرائيل من القران الكريم

قصة بقرة بني إسرائيل للأطفال

  يروى أنه كان هناك قوم يُسمّون بني إسرائيل يعيشون في عهد نبي الله موسى عليه السلام. وكان هناك رجل فقير يعاني من ضيق الحال، بينما كان ابن عمه رجلًا غنيًا يعيش برفاهية ويمتلك الكثير من المال والأراضي ولا وارث له سواه. شعر الفقير بالغيرة من ابن عمه وبدأ يفكر في طريقة للحصول على هذه الثروة.

  في يوم من الأيام، وقعت حادثة غامضة: قُتل رجل من بني إسرائيل، ولم يُعرف من الذي ارتكب هذه الجريمة.

 ارتكاب الجريمة:

  في يوم من الأيام، خطط الفقير لقتل ابن عمه ليستولي على أمواله. استغل فرصة وجود ابن عمه في مكان بعيد عن الناس، وقتله خلسة. وكانت حادثة غامضة ولم يُعرف من الذي ارتكب هذه الجريمة. لان الرجل الفقير بعد ارتكاب الجريمة، أبعد الشبهات عنه بحيلة ماكرة حيث نقل الجثة إلى قرية مجاورة وضعها في مكان ظاهر ثم ذهب ليخبر أهل قريته بما ادعى أنه اكتشفه.

   عاد الفقير إلى قريته وأخبر أهلها أن ابن عمه خرج إلى القرية المجاورة ولم يعد، وأنه عندما ذهب للبحث عنه، وجده مقتولاً هناك. زعم أن أهل القرية المجاورة هم الذين قتلوا ابن عمه وبدأ يطلب بالثأر لابن عمه ، مما أدى إلى نشوب خلاف بين القريتين.

  جاءوا في نهاية المطاف، إلى النبي موسى عليه السلام ليحكم بينهم ويكشف لهم الحقيقة، فاختلط عليه الامر، فدعى ربه أن يبين له الحقيقة.

أمر الله بذبح البقرة:

  أوحى الله تعالى إلى موسى أن يأمرهم بذبح بقرة، وهنا تعجب بنواسرائيل وقالوا هل تستهزئ بنا ؟ نحن نسألك عن أمر القتيل وأنت تطلب منا أن نذبح بقرة ؟، قال موسى أعوذ بالله أن أكون من المستهزئين.

  فلماعلم بنو إسرائيل أن أمر ذبح البقرة جاء من الله تعالى، لم يستجيبوا فورًا، بل بدأوا بطلب تفاصيل وأوصاف دقيقة عن البقرة. كان يمكنهم ذبح أي بقرة، لكن بسبب تساؤلاتهم المتكررة وتعنتهم، شدد الله عليهم. 

  وعندما فعلوا ذلك، طلب الله منهم ضرب القتيل بجزء من البقرة. بمجرد أن ضربوا القتيل بجزء منها، أحيا الله القتيل للحظة، فتكلم وأخبرهم أن ابن عمه الفقير هو من قتله.

طلب الأوصاف من النبي موسى عليه السلام:

   أبنائي، أباء الكرام فيما يلي تسلسل الأحداث كما ورد في القرآن:

 - قالوا: "ادعُ لنا ربك يبين لنا ما هي"، أرادوا معرفة نوع البقرة المطلوب ذبحها.

 - أجابهم موسى عليه السلام: "إنها بقرة لا فارض ولا بكر، عوان بين ذلك"، أي أنها ليست عجوزًا جدًا ولا صغيرة، بل متوسطة العمر.

   - قالوا: "ادعُ لنا ربك يبين لنا ما لونها" أرادوا معرفة اللون الذي يجب أن تكون عليه البقرة.

   - أجابهم موسى عليه السلام: "إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين"(أي أن لونها أصفر نقي وجميل يجذب الأنظار).

   - قالوا: "ادعُ لنا ربك يبين لنا ما هي، إن البقر تشابه علينا". يريدون المزيد من التفاصيل حتى لا يختلط عليهم الأمر.

   - أجابهم موسى عليه السلام: "إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث، مسلّمة لا شية فيها"، (أي أنها لم تُستخدم في العمل مثل الحرث أو السقي، وهي خالية من العيوب بل هي مكرمة، لا عيب فيها ).

 كلما زاد بنو إسرائيل في الأسئلة، زادت أوصاف البقرة التي يجب أن يبحثوا عنها، مما جعل الأمر أكثر صعوبة وتعقيدًا.

 فقالوا الآن بينت لنا، فبحثوا عنها حتى وجدوها تطابق جميع المواصفات المطلوبة، وشروها بثمن باهظ، ثم ذبحوها امتثالا للأمر.

كشف الحقيقة:

 بعد أن بذل بنو إسرائيل جهدًا كبيرًا في البحث عن البقرة التي تطابق جميع الأوصاف التي طلبوها، وجدوا بقرة مثالية واشتروها بثمن باهظ. كان هذا نتيجة لتعنتهم وكثرة أسئلتهم، مما جعل الأمر أكثر صعوبة وتعقيدًا.

  أخيرًا، ذبحوا البقرة كما أمرهم الله. بعد ذلك، جاء الأمر الإلهي الذي كشف عن الحكمة وراء ذبح البقرة.

  أمر الله نبيه موسى أن يأخذ جزءًا من البقرة المذبوحة ويضرب به القتيل. عندما ضربوه بهذا الجزء، أعاد الله الحياة إلى القتيل للحظة،أي رجع اليه روحه وتمكن من النطق ليكشف عن هوية القاتل، قال: إن ابن عمي هو من قتلني.ثم عاد ميتا كما كان.

  فعرفوا القاتل الحقيقي وهو الفقير ابن عمه، وهو الذي أتى نبي الله موسى فشكا اليه، الذي كان يحاول إخفاء جريمته. فقتصوا منه لسوء عمله .

  وهكذا عرف القاتل الذي كان يكتم القتل، كان هذا الكشف بمثابة درس عظيم لبني إسرائيل في طاعة الله وثقتهم في حكمته.بعدما رأوا الايات، وما الله تعالى بغافل عما يعملون.

  هذه القصة تؤكد على أهمية الثقة في أوامر الله وتنفيذها دون تردد، وتظهر أن العدالة تتحقق دائمًا في نهاية المطاف بإرادة الله.

   بهذا التدبير الإلهي، انكشف الخداع، وعرف الجميع أن الفقير هو القاتل الحقيقي. نُفّذ العدل في الفقير الذي حاول تضليل الجميع والهرب بجريمته.

الدروس المستفادة:

1. العدل الإلهي: الله لا يترك الظلم بلا حساب، ويظهر الحقيقة مهما حاول المجرم إخفاءها.

2. عدم الطمع: الطمع والجشع يؤديان إلى الهلاك. كان بإمكان الفقير البحث عن رزقه بطرق مشروعة بدلاً من ارتكاب الجريمة.

3. التوبة والرجوع إلى الله: عندما تقع خلافات أو شكوك، يجب اللجوء إلى الله وطلب الحكم الإلهي بدلاً من الاعتماد على الظنون والافتراءات.

4. العواقب الوخيمة للكذب: الكذب والخداع قد ينجحان لفترة، لكن في النهاية ينكشف الحق، ويُحاسب المذنب على أفعاله.

     هذه القصة من القصص القران الكريم، فيها مجموعة من الدروس والقيم الاسلامية، وتساعد في تعليم الأطفال والكبار أهمية الصدق، العدل، والاعتماد على الله في كشف الحقائق وتحقيق العدالة.


وسوم المقالة: #حكاية_إسلامية #قصة_النبي_أيوب #الصبر #قصص_الأنبياء

تعليقات