كان والدي رجلاً مسنًا لم يُرزق بالأبناء في شبابه. بعد سنوات طويلة، جاء الله بنعمة ابنٍ صغير، وأنا كنت ذلك الابن. كان والدي دائمًا يفكر في مستقبلي ويخطط له، وكان يناقش والدتي قائلًا: "أنا رجل كبير في السن وأنتِ كذلك، من سيعتني بابننا بعد وفاتنا؟"
في أحد الأيام، كان منزلنا مبنيًا من الطين، وكان المطر يتساقط بغزارة. فجأة، سمع والدي طرقًا على الباب. وعندما فتح الباب، وجد جاره يطلب المساعدة، قائلاً: "ساعدوني، فقد هدم المطر منزلي." فكر والدي في الموقف وقرر أن يساعد الجار. أخرج صرةً من المال من تحت الفراش، وقدم نصفها للجار، وأعاد النصف الآخر إلى مكانه.
كان الجار يراقب المكان الذي وضع فيه المال، وسوس الشيطان للجار وبدأ يفكر في طريقة للاستيلاء على المال بالكامل. خطط الجار لنقل الطفل الصغير (يعني أنا) إلى أقصى المزرعة، ليجعل الأم تخرج للبحث عنه، بينما يستغل هو فرصة غياب والدي ليأخذ المال.الجارالسارق
نفذ الجار خطته وأخذ الطفل إلى أقصى المزرعة، حيث كانت الأمطار تتساقط بشدة. سمعت الأم صرخات ابنها الصغير، فركضت إلى الخارج باحثة عنه. قالت لوالدي: "طفلنا يصرخ في الخارج، كيف خرج وهو لا يستطيع الحركة؟ لابد أن هناك شيئًا غيرعادي." أصرّت على والدي أن يخرج معها للبحث عن الطفل.
عندما خرجا معًا، دخل الجار إلى المنزل، محاولاً سرقة المال وقتل الوالد. ولكن، فاجأه أن والدي كان برفقة الأم في البحث عن الطفل. وعندما عادوا إلى المنزل، وجدوه قد تدمر بسبب الأمطار الغزيرة.
قال والدي للأم: "من أخرج الطفل إلى الخارج هو الملائكة، ليحفظونا من الموت في المنزل." أمضوا الليلة في منزل أحد أقاربهم، وفي الصباح، عادوا إلى البيت لجمع ما تبقى من أمتعتهم. هناك، اكتشفوا أن الجار قد مات في المنزل، ممسكًا بالصرة التي كان يخطط لسرقتها.
وهكذا، تذكّر والدي الجميع بأن العدل الإلهي يكتمل دائمًا، وأن تدبير الله في الأمور ليس له نظير. مهما كانت خطط البشر وما يظنون أنهم قادرون على تحقيقه، فإن إرادة الله وحنكته تتفوق دائمًا.
قال تعالى:"فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿7﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿8﴾" سورة الزلزلة
هذه القصة تبرز مفهوم العدالة الإلهية وكيف أن التدبير الإلهي يرد كيد الكائدين.