في إحدى القرى النائية، كان هناك رجل فقير اسمه عادل. كان يعيش مع زوجته الصغيرة في منزلهما المتواضع. كانت زوجته، مريم، تصنع الزبدة من حليب البقر الذي كانوا يمتلكونه، وكان عادل يبيع هذه الزبدة في المدينة المجاورة.
كان عادل يتوجه كل صباح إلى المدينة حاملاً كرات الزبدة التي تصنعها مريم، وكانت كل كرة تُفترض أن تزن كيلوغرامًا. يبيعها في أحد البقالات ويشتري بثمنها حاجيات المنزل الأساسية. على الرغم من بساطتهم، كانوا يعيشون حياة هادئة ومتواضعة، يحلمون بتحسين وضعهم يوماً ما.
ومع مرور الوقت، بدأ صاحب البقالة، سامي، يشك في وزن الزبدة. رأى أن كل كرة من كرات الزبدة التي يشتريها من عادل تبدو أقل من الكيلو، فتقرر أن يزنها. وكانت المفاجأة أن كل كرة تزن فعلاً 900 جرام فقط. هذا الأمر أثار غضب سامي، وتوجه إلى عادل في اليوم التالي، غاضبًا.
قال سامي بصوت غاضب: "أيها الفقير، لقد اكتشفت أنك تغش في الوزن. الزبدة التي تبيعها لي أقل من الكيلو بمائة جرام. كيف تجرؤ على ذلك؟ لن أشتري منك مجددًا، وسأخبر الجميع عن خيانتك."
انخفضت رأس عادل حزينًا، ولم يكن يعرف كيف يرد. بعد لحظات من الصمت، تنهد قائلاً: "أنا آسف، ولكن لدينا هنا مشكلة كبيرة. نحن لا نملك ميزانًا لنزن به الزبدة. في الواقع، عندما اشتريت منك كيلو من السكر في أحد الأيام، قمت باستخدامه كميزان لتحديد وزن الزبدة. لذلك، الزبدة التي أبيعها لك ليست أقل من الوزن الذي أعده السكر. للأسف، لم أكن أعلم أن السكر قد فقد بعضًا من وزنه بمرور الوقت."
شعر سامي بالدهشة من صدق عادل وسذاجته. رغم غضبه، بدأ يلاحظ أن الرجل كان صادقًا، وأنه لم يكن يحاول الغش عمدًا، بل كان يعتمد على مورد غير موثوق به. قرر سامي منح عادل فرصة أخرى، لكنه أصر على أن يأتي بميزان جديد لضمان وزن دقيق.
تحسن الوضع عندما استثمر عادل في ميزان جديد بفضل مساعدة سامي، وأصبح بيع الزبدة يسير بسلاسة مرة أخرى. أدرك عادل وسامي أن الصدق والنية الطيبة يمكن أن يحلوا العديد من المشاكل، وأصبحوا أصدقاء.
عادت الأمور إلى طبيعتها، وبدأت حياة عادل ومريم تتحسن تدريجيًا، وتعلموا درسًا هامًا عن أهمية الأمانة والثقة.