في قلب الدولة العباسية، وفي مدينة سمراء التي كانت تُعتبر عاصمة الحضارة والفنون في ذلك العصر، عاش رجل يُدعى سلام الترجمان. عُرف بموهبته الفريدة في التحدث بـ 30 لغة، مما جعله من أبرز الشخصيات في قصر الخليفة. لكن ما بدأ كحياة بسيطة، سرعان ما تحول إلى مغامرة غامضة وغير متوقعة.
بداية القصة
تبدأ القصة في مدينة سمراء، حيث كان سلام يعيش حياة بسيطة. كان فقيرًا، يعمل في قصر الخليفة ترجمانًا للرسائل بين الدول. لكن تلك الحياة الهادئة لم تكن لتدوم طويلًا، فقد جاء يوم غير مجرى حياته.
حلم الخليفة
ذات ليلة، رأى الخليفة الواثق بالله حلمًا مزعجًا: كان هناك سد عظيم، بُني لوقف ياجوج وماجوج، يتصدع، وخرج منه أقوام غريبة. استيقظ الخليفة في فزع، وقرر استدعاء مستشاريه لمناقشة هذا الحلم. بينما اعتبر بعض المستشارين الحلم مجرد خرافة، اقترح أحدهم إرسال شخص للتحقق من السد. وهنا جاء اختيار الخليفة لسلام الترجمان.
التحضير للرحلة
قرر الخليفة أن يرسل أحدهم للتحقق من حالة السد، واختار سلام بسبب قدرته على التواصل مع ثقافات مختلفة. تم إحضاره إلى القصر، حيث طلب منه الخليفة أن يسافر ويتحقق من وضع السد. رغم قلقه، أدرك سلام أهمية المهمة ووافق. أُعطي 50 رجلًا، 200 بغل، و5000 دينار ذهب و100 درهم فضة.
انطلاق الرحلة
انطلقت القافلة في رحلة طويلة عبر الصحراء. اجتازوا ممالك متعددة، منها أرمينيا، حيث استقبلهم الوالي الكريم. كانوا يلتقون بشخصيات متنوعة، يتبادلون القصص والأحاديث، مما يثري تجربة سلام.
الوصول إلى الأراضي المظلمة
بعد أيام من السفر، وصلوا إلى منطقة مظلمة كريهة الرائحة، حيث كانت آثار ياجوج وماجوج واضحة. التدمير والخراب كانا في كل مكان. وجد سلام نفسه في وضع خطير، لكنه كان مصممًا على إكمال المهمة.
اكتشاف المدينة الجديدة
بعد رحلة شاقة استمرت 20 يومًا، وصلوا إلى مدينة حديثة يملأها المساجد. السكان كانوا يتحدثون العربية والفارسية، لكنهم لم يسمعوا عن سلام أو الخليفة المسلمين، وكانت المدينة تعج بالحياة، مما أدهش سلام وفريقه.
الوصول إلى السد يأجوج ومأجوج
تابع الفريق رحلته حتى وصلوا إلى مدينة "إيكا"، التي كانت قريبة من السد يأجوج ومأجوج. استمروا في السير حتى وصلوا إلى السد العظيم في اليوم الثالث.
عند وصولهم، اكتشفوا أن السد يأجوج ومأجوج سليم تمامًا. قابلوا حراس السد، الذين كانوا يطرقون على قفل ضخم ثلاث مرات يوميًا للتأكد من عدم وجود أي خرق مما أثار فضول سلام.
العودة إلى سمراء
بعد أن أكمل سلام مهمته،وعلم أن السد سليم بدأ رحلة العودة ولكن كان عدد رجال القافلة قد انخفض إلى أربعة فقط، بالإضافة إلى ستة بغال. ودوّن سلام تجربته في كتابه كأغرب رحلة في العصر العباسي، حيث سرد فيه تفاصيل رحلته المثيرة وما واجهه من تحديات ومغامرات.