اكتشف حياة السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، أولى زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين. في هذا المقال، نتناول تفاصيل نسبها الرفيع من قريش وأصالتها العائلية، وتفوقها في التجارة بفضل إدارتها الحكيمة وأمانتها. نتحدث أيضًا عن زواجها المبارك من النبي محمد صلى الله عليه وسلم ودورها البارز في دعمه خلال فترة الوحي والأزمات. تعرف على إسهاماتها في دعم الإسلام ونُصرتها للنبي، وسيرتها العطرة التي تجسّد الطهارة والإيثار. نقدم أيضًا نظرة على وفاتها بعد حياة حافلة بالكرم والإحسان، مستشهدين بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تعكس مكانتها السامية.
نسب خديجة بنت خويلد
خديجة بنت خويلد بن أسيد بن عبد العُزّى بن قُصي القرشيّة كانت من أبرز النساء في مكة المكرمة، إذ يلتقي نسبها مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الجدّ الخامس، قُصي بن كلاب. كان نسبها الشريف يجعلها واحدة من أرفع الشخصيات النسبية في قريش، وأمّها كانت فاطمة بنت زائدة الأصمّ، التي تشترك في النسب مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر جدها لؤي بن غالب. وقد تميزت خديجة رضي الله عنها بكونها من أشرف نساء قريش نسباً وأكثرهن ثراءً.
تجارة خديجة بنت خويلد
كانت السيدة خديجة رضي الله عنها تُعرف بالكرم والطهارة في الجاهلية والإسلام، حيث كانت تُلقب بـ "الطاهرة". كانت تعمل في التجارة، وحققت نجاحاً كبيراً بفضل إدارتها الحكيمة وسمعتها الممتازة، وقد امتدت تجارتها إلى مناطق عدة مثل الشام والعراق.
كما عُرفت بحُسن تعاملها مع الفقراء والمحتاجين، وكانت من أبرز الشخصيات الكرماء في مجتمعها. بدلاً من السفر بنفسها، كانت تخوض تجارتها عبر عقود مضاربة، حيث كان يتعاون معها تجار آخرون لإدارة أعمالها.
عن السيدة خديجة رضي الله عنها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خديجة صدّقتني حين كذّبني الناس، وواستني بمالها حين حرمني الناس، ورزقني الله أولادها حين حرمني أولاد النساء" (رواه أحمد). وهذا يعكس الدعم الكبير الذي قدمته خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم.
زواج خديجة بنت خويلد من النبي
عُرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم بصدقه وأمانته، مما جذب انتباه السيدة خديجة رضي الله عنها. بعد أن تأثرت بأخلاقه الرفيعة وأمانته، قررت أن تعرض عليه فرصة العمل بتجارتها، وعندما سمعت عن نزاهته من غلامها ميسرة، قررت أن تكون الزوجة المناسبة له. عرضت صديقتها نفيسة بنت منية الزواج من النبي، وتمت الخطبة والعقد بحضور أهل مكة. خديجة رضي الله عنها كانت أولى زوجات النبي ولم يتزوج عليها أحد حتى وفاتها.
أبناء السيدة خديجة رضي الله عنها
أنجبت السيدة خديجة رضي الله عنها من النبي محمد صلى الله عليه وسلم أبناءً وبنات. كان من أبنائها الذكور القاسم، الذي كان يُكنى به النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الله، المعروف بلقب الطيب الطاهر. للأسف، توفي كلاهما في سن مبكرة قبل أن يرسل النبي صلى الله عليه وسلم دعوته.
أما من بين البنات، فقد أنجبت السيدة خديجة رضي الله عنها أربع بنات هن: زينب، ورقية، وفاطمة، وأم كلثوم. جميعهن أدركن الإسلام وآمنّ برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهاجرن معه إلى المدينة المنورة. وتوفيت بنات السيدة خديجة واحدة تلو الأخرى قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، باستثناء فاطمة الزهراء رضي الله عنها، التي توفيت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر.
عن السيدة خديجة رضي الله عنها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خديجة صدّقتني حين كذّبني الناس، وواستني بمالها حين حرمني الناس، ورزقني الله أولادها حين حرمني أولاد النساء" (رواه أحمد). وهذا يعكس الدعم الكبير الذي قدمته خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم..
خديجة بنت خويلد في بيت النبوة
كانت السيدة خديجة رضي الله عنها -أم المؤمنين-، وزوجة النبي التي وفرت له الدعم والمساندة. سكنت مع النبي في منزل متواضع في مكة المكرمة، وسعت لجعل حياتهما أكثر راحة وسعادة. لم تكن بحاجة إلى خدّام، بل كانت تقوم بكل واجباتها بسرور. كانت سيدة بيت النبي وساعدته في جميع أمور حياته.
في هذا السياق، قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن خديجة رضي الله عنها: "أفضل نساء أهل الجنة: مريم بنت عمران، وفاطمة بنت محمد، وخديجة بنت خويلد، وآسية بنت مزاحم" (رواه مسلم). وهذا يبرز مكانتها العالية بين النساء في الإسلام.
إسلام خديجة بنت خويلد
أول من آمن برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت السيدة خديجة رضي الله عنها. وقفت إلى جانبه منذ بداية نزول الوحي، وشجعته وأيدته. في واحدة من أوقات الوحي، عندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من غار حراء مضطرباً، طمأنته ووضعت ثقتها فيه، وقالت له "كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ" (رواه البخاري).ا". كما ساهمت في دعم المسلمين خلال حصار قريش، وصبرت على الشدائد التي مرت بها مع النبي.
وفاة السيدة خديجة
توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها في السنة العاشرة من بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن عاشت حياة حافلة بالخير والإحسان. كانت قد بلغت من العمر 65 سنة عند وفاتها، وذلك بعد انتهاء الحصار الذي فُرِض على بني هاشم.