في إحدى الغابات الجميلة، كانت هناك شجرة مانجو رائعة، محاطة بالأشجار الأخرى، وكانت تعج بالحياة. كانت الطيور تبني أعشاشها على أغصانها، والسناجب تتنقل بين فروعها، وحتى الأرانب كانت تعيش في جحور تحتها. كان الجميع أصدقاء حميمين، يحبون مساعدتهم لبعضهم البعض، ويقدرون شجرة المانجو التي كانت موطنهم.
اللقاء مع الصياد
في يوم من الأيام، مر صياد بجوار الشجرة ولاحظ ببغاء جميلاً يجلس سعيداً على أحد الأغصان. قرر الصياد أن يلتقطه، فأخرج سهمه المسموم وصوبه نحو الببغاء. لكن الببغاء كان سريعًا وذكيًا، فتمكن من الطيران بعيدًا قبل أن يصل إليه السهم، ليصطدم بالسهم بالشجرة.
تأثير السهم
لكن السهم المسموم كان له تأثير خطير. بدأ أوراق الشجرة تتجفف، ومع تساقطها، هجرت الطيور الشجرة وصنعت أعشاشها في أشجار قريبة. وعندما جفت الأغصان، تركت السناجب الشجرة أيضاً، وذهبت لتستقر في مكان آخر. ومع تدهور حالة الشجرة، رحلت الأرانب عنها أيضًا. لكن الببغاء الوحيد ظل متمسكًا بشجرته.
الإصرار على البقاء
رغم أن أصدقائه حاولوا إقناعه بالرحيل، إلا أن الببغاء أصر على البقاء. قال: "لقد ولدت وترعرعت هنا، وهذه الشجرة كانت دائمًا صديقتي، لن أتركها في محنتها". مع مرور الأيام، ضعفت صحة الببغاء أكثر وأكثر، حتى لم يعد قادرًا على الكلام.
السحابة الطيبة
وفي يومٍ ما، مرت سحابة طيبة فوق الشجرة. عندما رأت الببغاء يجلس على الشجرة المحتضرة، تعجبت وسألته: "لماذا تجلس هنا؟". لم يستطع الببغاء الإجابة، فاقتربت السحابة من الطيور المحيطة وسألتهم عن السبب. أخبروها بأنهم جميعًا تركوا الشجرة بسبب حالتها المزرية.
الحب والتضحية
تعجبت السحابة من حب الببغاء لشجرته. رغم أنه كان مهددًا بالموت، لم يرغب في ترك صديقته. تأثرت السحابة بقصته، وقررت أن تساعدهما. بدأت تتساقط الأمطار، حبة تلو الأخرى، فوق الشجرة والببغاء. غسل المطر السموم عن الشجرة، ورشّ الببغاء بمياه الحياة.
عودة الحياة
لم يمضِ وقت طويل حتى بدأت الشجرة تعود للحياة. أوراقها الخضراء بدأت تظهر من جديد، والأغصان تستعيد قوتها. وعاد الببغاء إلى صحته وعافيته، ليعيش سعيدًا لسنوات طويلة مع شجرته.
الخاتمة
تعلّم الجميع من هذه القصة أن الحب والإخلاص يمكن أن يتغلبا على الصعوبات. فقد أظهر الببغاء أن الوفاء للصديق الحقيقي يستحق كل التضحيات، وأن المساعدة تأتي من الأماكن غير المتوقعة. عاش الببغاء وشجرة المانجو في سعادة وازدهار، لتبقى قصتهما رمزًا للصداقة الحقيقية.