مرحبًا بكم في مقال جديد من موقعنا قصة 9essa، اليوم سنتحدث عن قصة ملهمة من حياة أحد أعظم العلماء والعباد في التاريخ الإسلامي، انه ابن المبارك! هذه القصة تتعلق بلحظة من الرحمة والإيثار التي تعكس جوهر الأخلاق الإسلامية. ابقوا معنا لتتعرفوا على تفاصيل هذه القصة الرائعة.
كان عبد الله بن المبارك رجلاً صالحا، وفي العام الذي أراد فيه الحج خرج في ليلة ليودع أصحابه قبل سفره، وهو في الطريق، لفت انتباهه مشهد مؤثر. اهتزت له أعصابه حيث وجد سيدة في الظلام تنحني على كومة من قمامة وتلتقط منها دجاجة ميتة، تضعها تحت ذراعها، وتنطلق في الخفاء.
فنادى عليها وقال لها: ماذا تفعلين يا آمة الله ؟
فقالت له : يا عبد الله بن المبارك أترك الخلق للخالق فلله تعالى في خلقه شؤون ، فقال لها عبد الله ابن المبارك : ناشدتك الله أن تخبريني بأمرك.
فقالت المرأة له : أما وقد أقسمت عليّ بالله، فلأخبرنَّك. فأجابته دموعها قبل كلماتها : إن الله قد أحل لنا الميتة. أنا أرملة فقيرة وأم لأربع بنات، غيب الموت راعيهم، واشتدت بنا الحال، ونفد مني المال، وطرقت أبواب الناس فلم أجد للناس قلوبا رحيمة، فخرجت أتلمس عشاء لبناتي اللاتي أحرق لهيب الجوع أكبادهن فرزقني الله هذه الميتة، أما جادلني أنت فيها ؟
ابن المبارك، الذي عرف عنه كرمه وعطفه على المحتاجين، لم يتردد لحظة. اقترب من الأم وتحدث معها برفق، واستفسر عن حاجتهم. بعد أن علم بمدى صعوبة وضعهم، قرر أن يقدم لهم المساعدة.
قال لها والدمع تفيض من عينه: خذي هذه الأمانة وأعطاها المال كله الذي كان ينوي به الحج، وأخذتها أم اليتامى، ورجعت إلى بناتها وعاد ابن المبارك إلى بيته، وخرج الحجاج من بلدة فأدوا فريضة الحج ، ثم عادوا.
لم يكن ابن المبارك مجرد شخص عابر. فقد أعطاها المال كله الذي كان ينوي به الحج، فاشترا كميات من الطعام والشراب للأطفال، وتأكد من أنهم سيحصلون على كل ما يحتاجونه.
ولكن القصة لا تنتهي هنا. ..
في اليوم التالي، ذهب ابن المبارك إلى منزله لينام، وفي المنام يرى رجلا يشرق النور من وجهه يقول له : السلام عليك يا عبد الله ألست تدري من أنا؟ أنا محمد رسول الله، أنا حبيبك في الدنيا وشفيعك في الآخرة جزاك الله عن أمتي خيرا . يا عبد الله بن المبارك ، لقد أكرمك الله كما أكرمت أم اليتامى، وسترك كما سترت اليتامى.
الدروس المستفادة من القصة .
تُظهِر هذه القصة كيف أن الكرم والإيثار ليسا مجرد أفعال فردية، بل هما قيم يتجسد من خلالها الإيمان الحقيقي. إن ابن المبارك لم يكتفِ بمساعدة أم اليتامى، بل ترك أثرًا كبيرًا في حياتها، وهذا هو النموذج الحقيقي للعطاء بلا حدود.
ما يمكننا تعلمه من هذه القصة هو أن الكرم والإيثار ليسا مجرد أفعال فردية، بل هما قيم يتجسد من خلالها الإيمان الحقيقي. وتعبير عن النية الطيبة والرحمة.
إن ابن المبارك لم يكتفِ بمساعدة أم اليتامى، بل قدم مثالاً يحتذى به في كيفية التعامل مع المحتاجين بلطف واهتمام. كما أن الأثر الذي تركه في حياة الأم وأطفالها يوضح مدى تأثير العمل الطيب على حياة الآخرين.
قال تعالى في الىسورة الليل: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى . وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى . إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى . وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى . فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى . لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى . الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى . وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى . الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى . وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى . إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى. وَلَسَوْفَ يَرْضَى .”
هذه القصة تُذكِّرنا بأهمية الإيثار والرحمة في تعاملنا مع الآخرين. إن عطاءنا لا يكون فقط في المال أو الطعام، بل في التفاني والاهتمام والرحمة التي نقدمها.
في النهاية نشكركم . إذا أعجبكم المحتوى، لا تنسوا مشاركة مع أصدقائكم، وشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم حول هذه القصة الملهمة، وابقوا على تواصل معنا لمزيد من القصص المؤثرة من تاريخنا الإسلامي.