قصة بائع الفواكه الذي بارع لرجل بسعر وللمرأة بسعر آخر

 أتى شخص إلى البقال وقال له 

كم سعر الموز ؟

- البقال : الموز ب 600، والتفاح ب 500 

ثم دخلت امرأة إلى المحل يعرفها البقال 

- قالت : كم سعر كيلو الموز ؟ 

قال البقال الموز : 200 والتفاح ب 50

- قالت المرأة : الحمد لله 

وهنا نظر الرجل الموجود الى البقال واحمرت عيناه غضباً وأراد ان يغلط عليه، ولكن البقال غمز للرجل وقال انتظرني قليلا .... 

- ثم أعطى المرأة كيلو موز وكيلو تفاح ب 250 

فذهبت وهي فرحة وتقول سوف يأكلون عيالي

- الحمدلله والشكر لله ...

وبعد ان خرجت المرأة قال البقال للرجل معتذراً : 

- والله أني لا أغشك ولكن هذه المرأة صاحبة أربعة ايتام وترفض أي مساعدة من أحد وگلما أردت أن أساعدها لاتقبل ... 

وفكرت كثيراً كيف أساعدها دون ان اذهب بماء وجهها ولم أجد إلا هذه الطريقة وهي خفض الأسعار لها 

- أريدها أن تشعر أنها غير محتاجة لأحد

- وأحب التجارة مع الله وجبر الخواطر...

- هذه المرأة تأتي كل أسبوع مرة

والله الذي لا اله غيره في اليوم الذي تشتري مني هذه المرأة اربح أضعافاً 

مضاعفة وأرزق من حيث لاأدري!

- وهنا دمعت عينا الرجل وقبل رأس البقال 

على موقفه...

- إن في قضاء حوائج الناس لذة لايعرفها

- إلا من جربها..

((اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بالصدقه))

بعد أن روينا لكم لهذه القصة الرائعة نتعرق على أيهما أفضل صدقة السر أم صدقة العلانية.
قال الله تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ
عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {البقرة: 271}. 

وفي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. وذكر منهم: ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.

وبهذا استدل كثير من العلماء على تفضيل صدقة السر على الصدقة العلانية، وذكروا أن إخفاءها أقرب إلى الإخلاص، وأبعد عن الرياء، وأقل إحراجا للفقراء، لكن بعض العلماء قد حمل ذلك التفضيل على الغالب، وفي غير الغالب قد تكون صدقة العلانية أفضل، قال ابن العربي في أحكام القرآن: فأما صدقة النفل: فالقرآن الكريم صرح بأنها أفضل منها في الجهر بيد أن علماءنا قالوا: إن هذا على الغالب مخرجه، والتحقيق فيه أن الحال في الصدقة تختلف باختلاف المعطي لها والمعطى إياها، والناس والشاهدين لها، أما المعطي: فله فائدة إظهار السنة وثواب القدوة، وآفتها الرياء والمن والأذى، وأما المعطى إياها: فإن السر أسلم له من احتقار الناس له أو نسبته إلى أنه أخذها مع الغنى عنها وترك التعفف، وأما حال الناس: فالسر عنهم أفضل من العلانية لهم من جملة أنهم ربما طعنوا على المعطي لها بالرياء، وعلى الآخذ لها بالاستغناء، ولهم فيها تحريك القلوب إلى الصدقة، لكن هذا اليوم قليل. انتهى.

وقال الإمام ابن كثير في تفسيره: فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها، لأنه أبعد عن الرياء، إلا أن يترتب على الإظهار مصلحة راجحة من اقتداء الناس به فيكون أفضل من هذه الحيثية، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة ـ والأصل أن الإسرار أفضل لهذه الآية. انتهى.
وبما ذكره العلامة ابن العربي وابن كثير يتبين لك أن ما قصدته من المقاصد الحسنة في إظهارك للصدقة قد يجعل إظهارها أفضل من إخفائها مع الحرص على سد مداخل الشيطان والحذر من الرياء والعجب وغير ذلك مما يحبط الأجر أو ينقصه.
نقلت هذه القصة من موقع اسلام ويب

إذا أتممت القراءة صل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

تعليقات